تاج الشموخ


تاج الشموخ

تاج الشموخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاج الشموخدخول

لــــــيس لي ابدأعنا حدود ...وليــــس لدينا حدود لي الابدأع


descriptionنظره المتشائم إلى الحياه Emptyنظره المتشائم إلى الحياه

more_horiz
نظره المتشائم إلى الحياه

[size=21]المتشائمون.. هم أناس حمقى.. ينظرون إلى الكون بمقت.. وينظرون إلى المجتمع بحقد ونفور.. ويتطلعون إلى الدنيا بكره.. الحياة عندهم عذاب.. والأخوة نصب.. والناس عندهم وصب.. فيتوقعون منهم الشر والمكروه في أي لحظة.. فحياتهم كلها وصب ومشقة.. تحيطهم غمامة سوداء من الكآبة والضيق.. يخيم عليهم الحزن والقنوط.. لا يجدون في هذا الكون الواسع أي بادرة تدعو إلى التفاؤل والسعادة..
من لم ير هذا الوجود بقلبه
خسر الجمال ولم تر عيناه
فافتح كتاب الكون تقرأ قصة
هل في الوجود حقيقة إلا هو

فالمتشائم.. سريع الغضب.. قليل الرضا.. جل وقته عابساً قمطريراً.. فلا يتوقع أن يكون في هذه الدنيا خير يذكر.. هجر الابتسامة.. وفارق الفرحة.. لبس السواد.. وأعلن الحداد.. حياته مليئة بالأمراض والأسقام.. ومليئة بالآلام والأوجاع.. فانحرف عن الصواب.. وتاه في غياهب القنوط..
إذا المرء جانبه شعور
بأن السعد لا يطرق بابه
فإن حياته أضحت حطاماً
وسعد الخلق كان له مصابه

المتشائم.. يرى كل شيء أسود.. معتم مظلم.. فلا ينظر إلا بعين متشائمة كالحة.. ملؤها الحقد والبغض والكراهية من الوجود.. فلا ينظر إلى الزهرة وروعتها وجمال منظرها.. وإنما ينظر إليها على أنها تحمل الأشواك.. ولا ينظر إلى العسل المصفى ولذة طعمه.. وإنما ينظر إلى النحل وشدة لسعتها ومدى آلامها.. ولا ينظر إلى الهزيمة أو المصيبة على إنها ابتلاء واختبار وتمحيص.. يثاب من يصبر عليها.. وإنما ينظر إليها على أنها انتقام وظلم وقسوة وسوء حظ.. ولا ينظر إلى المجتمع على أنه يضم بين جنبيه الصالح والطالح.. والجيد والرديء.. والخير والشر.. وإنما ينظر إليه على أنه بؤرة فساد.. ومستنقع للرذائل.. لا أمل في إصلاحه.. ولا شفاء له بعد علاجه..
أيها المشتكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلاً
أترى الشوك في الورد وتعمى
أن ترى فوقه الندى إكليلاً
والذي نفسه بغير جمالٍ
لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً

فالمتشائم.. معقود الجبين.. كالح الوجه.. ضيق الصدر.. عبوساً قمطريرا.. ليس عنده أدنى أمل ولا رجاء.. وليس عنده فرح ولا سرور.. فهو يرى أن الليل سوف يبقى.. والفقر سوف يستمر.. والجوع سوف يدوم.. والظلم لن ينقشع.. والمرض لن ينقلع.. والوباء سينتشر.. والهزيمة لا مفر منها.. والنصر لن يأتي.. والوحدة بين المسلمين لن تكون.. أوصد أبواب الأمل والتفاؤل.. وفتح أبواب اليأس والقنوط..
ولا تيأس وإن طالت ليال
فكم شمس بدت بعد الغروب
ولا تسأم من التدآب يوماً
فإن العزَّ في ذاك الدُّؤوب
ولا تحزن إذا ما فات فان
فذاك الفتح في نظر الأريب
ولا ترضى بغير الله ذخراً
فنعم الربُّ من مولى مجيب
ولا تشكو لغير الله ضراً
فليس لغيره كشف الكروب
ولا تركن لغير الله يوماً
فتقطع عنك نفحات الغيوب
فكم من كربة عظمت وجلَّت
تجلَّت فيك عن فرج قريب

فالمتشائم أصابه الإحباط واليأس.. فينظر إلى المستقبل نظرة ملؤها الضبابية وعدم الوضوح.. ويظن أن الدنيا مظلمة كالحة كئيبة وأنه لا بصيص من نور في تلك الظلمة.. وإن رأى بارقة أمل يعتقد أنها مجرد سحابة صيف وتنقشع.. ركن إلى زاوية مظلمة وأغلق أبواب الحياة وترك الأخذ بالأسباب..وأخلد إلى الأرض.. فهو ميت معدود من الأحياء..
أيها اليائس مت قبل الممات
أو إذا شئت حياة فالرَّجا
لا يضيق ذرعك عند الأزمات
إن هي اشتدت فأمل فرجا

لقد حث الإسلام على التفاؤل.. وحذر من التطير والتشاؤم.. فقال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام : { يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف:87).. ويقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} (الحجر:56).. والمسلم مدعو إلى التفاؤل وقد قيل: "تفاءلوا بالخير علكم تنالوه"..
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء





عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : << الطيرة شرك ثلاثا وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل>> (سنن أبو داود [3910] ج4 ص17).. وعن عروة بن عامر رضي الله عنه قال : ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :<< أحسنها الفأل ولا ترد مسلماً فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك >> (سنن أبو داود [3919] ج4 ص18).. وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<< لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل >> قال: قيل : وما الفأل؟ قال: <<الكلمة الطيبة>> (صحيح مسلم [2224] ج4 ص1746).. عن أبي هريرة قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة" (سنن ابن ماجة [3536] ج2 ص1170).. وعن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << الطيرة من الشرك وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل>> (سنن الترمذي [1614] ج4 ص161)..
أيُّها الحامل همَّاً
إنَّ هذا لا يدوم
مثلما تفنى المسرا
ت كذا تفنى الهموم
إن قسا الدهر فإ
ن الله بالناس رحيم
أو ترى الخطب عظيماً
فكذا الأجر عظيم

واعلم أخي القارئ.. أنه في قاموس المتشائم يضم فقط.. الموت.. والسقم.. والهلاك.. والظلمة.. والفشل.. والهزيمة.. والإحباط.. والحزن.. والعبوس.. والسقوط.. والشر.. والفقر.. والجوع.. والكارثة.. والمصيبة.. والكآبة.. والمرض.. والوباء.. والضيق.. والظلم.. والضعف.. والانزواء.. والهروب..والهم.. والغم.. والجزع.. والضجر.. والضعف.. والذل..والخوف.. والقبح.. واليأس.. وتجدهم { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}(المنافقون:4)..
ربَّ أمر تزهق النفس له
جاءها من خلل اليأس فرج
لا تكن من روح ربي آيساً
ربما قد فرِّجت تلك الفرج
بينما المرء كئيب موجع
جاءه الله بروح فبهج
رب أمر قد تضايقت له
فأتاك الله منه بالفرج

المتشائم.. يموت كل يوم مرات عدة.. فهو ميت يمشي بين أحياء.. ويجوع وهو شبعان.. ويفتقر وهو غني.. ويتألم وهو سليم.. ويكون عريان وهو كاس.. ويتعب ولو لم يجهد نفسه.. ويأرق ولو كان على فرش حريرية.. لأنه أطاع النفس والشيطان والهوى..
لا تجزعن إذا نالتك موجعة
واضرع إلى الله يسرع نحوك الفرج
ثم استعن بجميل الصبر محتسباً
فصبح يسرك بعد العسر ينسلج
فسوف يدلج عنك الهم مرتحلا
وإن قام قليلاً سوف يدلج

إن تغليب التفاؤل على التشاؤم لا يعني أن يعيش الإنسان في الخيال.. ويسبح في الأوهام.. أو يسلك طريق الأماني.. أو أن يتجاهل أو يهمش كل السلبيات والعوائق والمشكلات.. فإن ذلك إفراط في التفاؤل.. وهو مذموم.. ولا يؤدي بصاحبه إلا إلى الفشل والهلاك.. والخسران المبين..
اصبر على الدهر إن أصبحت منغمساً
بالضيق في لجج تهوي إلى لجج
فإن تضايق باب عنك مرتتج
فاطلب لنفسك باباً غير مرتتج
لا تيأسنَّ إذا ما ضقت من فرج
يأتي به الله في الرَّوحات والدُّلج
فما تجرَّع كأس الصبر معتصم
بالله إلا أتاه الله بالفرج

الشؤم والتشاؤم من الشائعات التي لا أصل لها في الدين.. ولا سند لها من الواقع.. وهو منهي عنه شرعاً.. وأكثر ما يكون التشاؤم.. إذا أصبح أحدهم قاصداً غايته.. واعترضه بعض من لا ترضيه هيئته.. ولا يخفى عليه منظره.. وقد يتحكم التشاؤم في ذلك الرجل.. ويستبد به.. ويثنيه عن غايته.. ويفوت عليه غرضه.. ومن القصص التي قرأتها وتدل على ما قصدنا.. ما حكي عن سليمان بن عبدالملك أحد خلفاء بني أمية أنه كان كثير التشاؤم وفي يوم من الأيام خرج للصيد وبينما هو في الطريق لقيه رجل أعور دميم الخلقة زريَّ الهيئة فقال لأصحابه : أوثقوه.. ومروا في طريقهم ببئر خربه قد تهدمت وجف ماؤها.. فقال سليمان : احبسوه في هذا البئر!! فإن صدنا يومنا هذا أطلقناه وإلا عاقبناه لتعرضه لنا!! مع علمه بتشاؤمنا!! فألقوه في تلك البئر ومضوا!!.. وشاء الله أن يخلف ظن سليمان.. فما رأى في عمره صيداً أكثر من ذلك اليوم.. فلما رجعوا ومروا بالرجل أمر بإخراجه.. فلما وقف بين يديه قال : يا شيخ.. ما رأيت أسر وأبر من طلعتك.. فقال الشيخ : صدقت.. ولكني ما رأيت أشأم من طلعتك عليَّ.. فضحك سليمان وأمر بإطلاقه وأحسن إليه..
والدهر لا يبقى على حالة
لكنَّه يقبل أو يدبر
فإن تلقَّاك بمكروهه
فاصبر فإن الدهر لا يصبر

ويحكى أيضاً عن ابن الرومي أنه كان كثير التطير.. وقد افتقده أصحابه مدة وكان يلزم بيته إذا تطير وتشاءم.. فأرسلوا خلفه غلاماً فطرق عليه الباب.. فرد ابن الرومي وقال : من؟ فقال الغلام : إقبال.. وكان هذا اسم الغلام.. ففكر ابن الرومي وقلب كلمة ( إقبال ) فوجد أنها عند القلب تكون ( لابقاء ) .. فتطير من ذلك ورفض أن يخرج!!
ليس من مات فاستراح بميت
إنما الميت ميِّت الأحياء
إنما الميت من يعيش كئيباً
كاسفاً باله قليل الرجاء

ومن أطرف ما قرأت عن التطير والتشاؤم ما ذكر أن عمال المناجم في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك كانوا يتطيرون من وجود امرأة في منجم من المناجم!! ويعدون وجودها هناك شؤماً عليهم.. فكانوا إذا دخلت امرأة منجماً فيه عمال خرج العمال منه في الحال خوفاً على أنفسهم من الهلاك!! ولهذا السبب كان النساء يمنعن من دخول المناجم إذا كان العمال فيها!! وكان الناس في إنجلترا يتطيرون من لقاء امرأة على الطريق وهم ذاهبون إلى العمل في المناجم!!.. وظلت هذه العادة موجودة حتى في الولايات المتحدة إلى سنة 1940م حينما قامت وزيرة العمل الأمريكية في ذلك العهد ـ وكانت أول امرأة تستوزر ـ بزيارة مناجم القصدير والرصاص في مقاطعة ميسوري وقد تحدث الناس في ذلك الوقت عن تلك الزيارة وعن شؤمها على العمال!!..
إذا اشتملت على اليأس القلوب
وضاق لما في الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت
وأرست في مكامنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجهاً
ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث
يمنُّ به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت
فموصول بها فرج قريب





نقل للفائده

[/size]

descriptionنظره المتشائم إلى الحياه Emptyرد: نظره المتشائم إلى الحياه

more_horiz
نظره المتشائم إلى الحياه PQS20234

نظره المتشائم إلى الحياه DIf20484

نظره المتشائم إلى الحياه O8R20234
نظره المتشائم إلى الحياه P5r27658

نظره المتشائم إلى الحياه X5Z20234

نظره المتشائم إلى الحياه Sgd28735

descriptionنظره المتشائم إلى الحياه Emptyرد: نظره المتشائم إلى الحياه

more_horiz
نظره المتشائم إلى الحياه LmB29970





نظره المتشائم إلى الحياه OBC29970





نظره المتشائم إلى الحياه ZRK29970

descriptionنظره المتشائم إلى الحياه Emptyرد: نظره المتشائم إلى الحياه

more_horiz
شكرا لكم على المرور مروركم اسعدني حقا دمتم بود
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد