من الطارق؟... أنا رمضان (شهر مبارك)
دقات على الباب تطرق سمع كل النائمين والغافلين الساهين...
دقات على الباب تطرق سمع كل اللاهين المنشغلين بالدنيا...
دقات على الباب تطرق سمع كل المتشاحنين وقاطعى الأرحام...
دقات على الباب تطرق سمع كل الكذّابين والمرتشين والمرابين...
دقات على الباب تطرق سمع كل الظالمين والعاصين والمتكبّرين...
دقات على الباب تطرق سمع كل البخلاء والقانطين من رحمة الله...
دقات على الباب تطرق سمع كل من فاته حلاوة الإيمان بالصيام والقيام...
الكل يهرع إلى الباب وبصوت واحد من الطارق؟
الجواب: أنا شهر رمضان... ألا تعرفوني، ألا تذكرونني، أنا الشهر الذي قال الله في حقي:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185].
فرد كل من خلف الباب: "نعم... نعم، نعرفك أهلا وسهلا بك مرحبا".
فقال رمضان: "كيف ترحبون بي وأنتم لم تستعدوا لي؛ فحالكم لم يتغير؛ كثير منكم غارقون في الغفلة والمعصية والتقصير!!".
فرد الجميع بصوت واحد: "لا، لا.. لا... استعددنا فاشترينا ألذ الطعام والشراب وجهزنا الموائد"!!!
فغضب رمضان وقال بصوت اهتز له المكان: "اتقوا الله... اتقوا الله، كيف تقولون هذا استعداد لي وأنا شهر القرآن والصيام، قد اختصني الله بنزول القرآن الكريم خير كتبه، وأنا شهر الصيام الذي جعل الله الصيام له وهو يجزي به جزاء الكريم الذي يعطي بلا حساب، وخصني الله بليلة خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة، فهل ما فعلتموه استعداد لي؟!، لا والله".
فسكت الجميع خجلاً من حالهم وقالوا بصوت منخفض: "سوء حالنا هو الذي جعلنا لا نحسن الاستعداد لك".
وهنا بدأت خيوط هلال شهر رمضان تنسج فى السماء فقال رمضان: "إذا ظهر هلالي فأسرعوا إلى الخيرات، لا تفوتكم الفرصة؛ فالعمر أنفاس معدودة ،وإذا ما ظهر هلالي سلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنة".
وهنا ظهر الهلال فكبر المسلمون فى كل مكان...
ودخل رمضان من الباب وقال لمن خلف الباب: "هيا... أسرعوا... فأيامي معدودة؛ فعليكم باليقظة والمسارعة إلى كل خير، فصوموا من الفجر إلى المغرب، وحافظوا على الصلوات، وصلوا أرحامكم، وأصلحوا ذات البين، ولا تأكلوا الحرام، ولا تظلموا، وتصدقوا في شهر الكرم".
وهنا تحدث أحد القابعين خلف الباب وقال: "لك مني الصيام فقط"، وقال آخر: "وما شأنك بصلة الأرحام والإصلاح؟"، وقال ثالثهم: "المال مالي لا شأن لك به".
فقال رمضان بصوت عال: "مازلتم غافلون... أفيقوا... انتبهوا... إذا أردتم أن أكون شاهداً لكم في قبوركم ويوم العرض لا شهيداً عليكم فانتبهوا وأفيقوا يا غافلين يرحمكم الله؛ فقد جئت بالصيام كي أصلح أحوالكم وعبوديتكم لله فإذا لم تنصلح أحوالكم بالصيام في شهر رمضان فلن تنصلح، فأفيقوا واغتنموا، من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه، واستمعوا لقول نبيكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال: «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم» [رواه ابن ماجه من حديث أنس، وإسناده حسن كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته -2247]".
ثم قال رمضان: "أنا شهر إجابة الدعاء؛ فكل صائم دعائه مستجاب، فمن منكم لا يحتاج إلى الله الغني أيها الفقراء؟!، ومن فضلي وكرمي العمرة في شهري تعدل حجة، وأفضل الصدقة في أيامي... يا مساكين، يا مذنبين، كم من ذنوب كبيرة ستره الله عليكم؟، وكم من حقوق ضيعتموها والله يمهلكم ولا يعاقباكم؟، ألا تخجلون من الله؟!، وكم ظالم طغى وبغى في الأرض والله يملي له؟!، يا مساكين كلكم محتاج إلى شهر رمضان وكثير منكم لا يعرف حقي ويهرب من حقوقي عليه".
وهنا أدرك الخجل الجميع فأسرعوا جميعا في جهات شتى، هذا يُقبل قدم والديه ليصفحا عن عقوقه لهما، وهذا يستسمح أخيه، وهذا أسرع الى أمواله يخرج للفقراء والمساكين حقهم، وهذا يعفو عمن ظلمه، وهذا يفك كربة مكروب، وهذا يقرأ في كتاب الله لا يتركه من يديه، والجميع صائمون قائمون...
فابتسم رمضان وقال: "لهذا جئت إليكم، أما من لم يسارع في الخير في رمضان، ويتلو القرآن، فهو لا يعرفني ولا أعرفه؛ فأنا رمضان شهر القرآن والهدى للناس، شهر كريم جئت إليكم، هدية من أكرم الأكرمين، فمن قبل الهدية وعمل بحقها فاز ونجا ومن لم يقبلها خاب وخسر".
اللهم اجعلنا ممن فازوا في شهر رمضان...
مبارك عليكم الشهر...
دقات على الباب تطرق سمع كل النائمين والغافلين الساهين...
دقات على الباب تطرق سمع كل اللاهين المنشغلين بالدنيا...
دقات على الباب تطرق سمع كل المتشاحنين وقاطعى الأرحام...
دقات على الباب تطرق سمع كل الكذّابين والمرتشين والمرابين...
دقات على الباب تطرق سمع كل الظالمين والعاصين والمتكبّرين...
دقات على الباب تطرق سمع كل البخلاء والقانطين من رحمة الله...
دقات على الباب تطرق سمع كل من فاته حلاوة الإيمان بالصيام والقيام...
الكل يهرع إلى الباب وبصوت واحد من الطارق؟
الجواب: أنا شهر رمضان... ألا تعرفوني، ألا تذكرونني، أنا الشهر الذي قال الله في حقي:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185].
فرد كل من خلف الباب: "نعم... نعم، نعرفك أهلا وسهلا بك مرحبا".
فقال رمضان: "كيف ترحبون بي وأنتم لم تستعدوا لي؛ فحالكم لم يتغير؛ كثير منكم غارقون في الغفلة والمعصية والتقصير!!".
فرد الجميع بصوت واحد: "لا، لا.. لا... استعددنا فاشترينا ألذ الطعام والشراب وجهزنا الموائد"!!!
فغضب رمضان وقال بصوت اهتز له المكان: "اتقوا الله... اتقوا الله، كيف تقولون هذا استعداد لي وأنا شهر القرآن والصيام، قد اختصني الله بنزول القرآن الكريم خير كتبه، وأنا شهر الصيام الذي جعل الله الصيام له وهو يجزي به جزاء الكريم الذي يعطي بلا حساب، وخصني الله بليلة خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة، فهل ما فعلتموه استعداد لي؟!، لا والله".
فسكت الجميع خجلاً من حالهم وقالوا بصوت منخفض: "سوء حالنا هو الذي جعلنا لا نحسن الاستعداد لك".
وهنا بدأت خيوط هلال شهر رمضان تنسج فى السماء فقال رمضان: "إذا ظهر هلالي فأسرعوا إلى الخيرات، لا تفوتكم الفرصة؛ فالعمر أنفاس معدودة ،وإذا ما ظهر هلالي سلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنة".
وهنا ظهر الهلال فكبر المسلمون فى كل مكان...
ودخل رمضان من الباب وقال لمن خلف الباب: "هيا... أسرعوا... فأيامي معدودة؛ فعليكم باليقظة والمسارعة إلى كل خير، فصوموا من الفجر إلى المغرب، وحافظوا على الصلوات، وصلوا أرحامكم، وأصلحوا ذات البين، ولا تأكلوا الحرام، ولا تظلموا، وتصدقوا في شهر الكرم".
وهنا تحدث أحد القابعين خلف الباب وقال: "لك مني الصيام فقط"، وقال آخر: "وما شأنك بصلة الأرحام والإصلاح؟"، وقال ثالثهم: "المال مالي لا شأن لك به".
فقال رمضان بصوت عال: "مازلتم غافلون... أفيقوا... انتبهوا... إذا أردتم أن أكون شاهداً لكم في قبوركم ويوم العرض لا شهيداً عليكم فانتبهوا وأفيقوا يا غافلين يرحمكم الله؛ فقد جئت بالصيام كي أصلح أحوالكم وعبوديتكم لله فإذا لم تنصلح أحوالكم بالصيام في شهر رمضان فلن تنصلح، فأفيقوا واغتنموا، من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه، واستمعوا لقول نبيكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال: «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم» [رواه ابن ماجه من حديث أنس، وإسناده حسن كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته -2247]".
ثم قال رمضان: "أنا شهر إجابة الدعاء؛ فكل صائم دعائه مستجاب، فمن منكم لا يحتاج إلى الله الغني أيها الفقراء؟!، ومن فضلي وكرمي العمرة في شهري تعدل حجة، وأفضل الصدقة في أيامي... يا مساكين، يا مذنبين، كم من ذنوب كبيرة ستره الله عليكم؟، وكم من حقوق ضيعتموها والله يمهلكم ولا يعاقباكم؟، ألا تخجلون من الله؟!، وكم ظالم طغى وبغى في الأرض والله يملي له؟!، يا مساكين كلكم محتاج إلى شهر رمضان وكثير منكم لا يعرف حقي ويهرب من حقوقي عليه".
وهنا أدرك الخجل الجميع فأسرعوا جميعا في جهات شتى، هذا يُقبل قدم والديه ليصفحا عن عقوقه لهما، وهذا يستسمح أخيه، وهذا أسرع الى أمواله يخرج للفقراء والمساكين حقهم، وهذا يعفو عمن ظلمه، وهذا يفك كربة مكروب، وهذا يقرأ في كتاب الله لا يتركه من يديه، والجميع صائمون قائمون...
فابتسم رمضان وقال: "لهذا جئت إليكم، أما من لم يسارع في الخير في رمضان، ويتلو القرآن، فهو لا يعرفني ولا أعرفه؛ فأنا رمضان شهر القرآن والهدى للناس، شهر كريم جئت إليكم، هدية من أكرم الأكرمين، فمن قبل الهدية وعمل بحقها فاز ونجا ومن لم يقبلها خاب وخسر".
اللهم اجعلنا ممن فازوا في شهر رمضان...
مبارك عليكم الشهر...