(الاستغفار)
أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاستغفار والتوبة، كما أمر من قبلنا، فقال: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ) "فصلت: 6" وقال سبحانه: (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) "المزمل: 20"، وقال: (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) "هود: 90" وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) "التحريم: 8".
والاستغفار إنما هو اعتذار إلى الله وطلب لعفوه مما أخطأ العبد في حقه ربه إذ خالف أمره وخرج عن طاعته، ومن أراد أن يعود إلى الله تعالى فكيف يرجع إليه وهو لم يعتذر من معصيته ويستغفر، لذلك وجب على العبد أن يرجع إلى ربه بالاستغفار مرة بعد مرة، ويوماً بعد يوم، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها"، فعلى كل مسلم أن يجعل لنفسه توبة واستغفاراً في كل صباح وكل مساء، فليس فينا من لا يذنب، سواء انتبهنا إلى ذنوبنا أم لم ننتبه.
وقد أمرنا الله تعالى بالاستغفار والتسبيح في أول النهار وآخره: فقال: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) "غافر: 55".
وقد حثنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن نقول في كل يوم مائة مرة: "أستغفر الله وأتوب إليه"، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة".
وإذا أراد الإنسان أن يزكي نفسه، فأول ما ينبغي أن يطهر نفسه منه بعد إيمانه وتوجهه إلى الله؛ أن يتوب من ذنوبه التي قدمها وعصى به، معلناً رجوعه إلى الله وإلى أحكامه.
وقد بين الله تعالى أن من صفة المؤمنين والمتقين أنه يستغفرون في آخر الليل، قال تعالى: (والمستغفرين بالأسحار) "آل عمران: 17"، وقال: (وبالأسحار هم يستغفرون) "الذاريات: 18"، يدعونا الله تعالى إلى الاستغفار في آخر الليل، في خلوة مع الله نعلن توبتنا وتضرعنا إلى الله وافتقارنا.
وعلى العبد كلما أذنب أن يسارع إلى الاستغفار، قال سبحانه (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ، وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ، وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) "آل عمران: 135".
ومن أذنب فإنه يستحق العقوبة من الله، إن لم يعف الله عنه، وقد يؤخر الله العقوبة لعبده إلى الآخرة، وقد يعجلها له في الدنيا رحمة به وتطهيراً له(1)، لكن من سارع إلى الاستغفار رفع الله عنه العقوبة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ، وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) "الأنفال: 33"، فكما أنت وجود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمان لأصحابه من العذاب(2)؛ فإن الاستغفار أيضاً أمان للإنسان من العذاب والعقوبة، كما دلت الآية، فما أعظم كرامة الاستغفار.
والله تعالى يفرح بعبده التائب الراجع إليه، أكثر من فرح إنسان ضاعت ناقته في صحراء فلاة وعليها طعامه، فجلس ينتظر الموت وقد يئس من رجوعها، فلما استيقظ من نومه، فإذا بها فوق رأسه، فالله أشد فرحاً بتوبتنا من فرح هذا بناقته وطعامه.
والله تعالى بين لنا من فضيلة الاستغفار أنه سبب في زيادة الهمة والقوة فقال سبحانه ذاكراً قول هود عليه الصلاة والسلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) "هود: 52"، وزيادة القوة تشمل القوة المعنوية والهمة، فإذا كان عند المسلم ضعف وتكاسل عن بعض الطاعات؛ فعليه بالاستغفار يعطيه الله به همة وقوة على الطاعة، وإذا كان عنده ذنب ولا يستطيع تركه؛ فليستغفر، ليعطيه الله القوة والهمة على تركه.
ومن آثار الاستغفار سعة الرزق، قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهاراً)، فمن تاب وسع الله عليه ورحمه، لكن لا ينبغي للعبد أن يجعل هدفه من الاستغفار الدنيا، وإلا لم يكن مخلصاً، يريد عرض الدنيا، وإنما يجعل هدفه التوبة فيوسع الله عليه.
وما سبق من الآيات يشهد للحديث الذي روي ـ وضعفه بعض العلماء ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب".
وقد سن لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الاستغفار بعد كل صلاة فريضة، فقد كان "إذا انْصَرَف مِنْ صلاتِهِ اسْتَغفَر ثَلاثاً، وقال: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ، ومِنكَ السَّلامُ ، تباركْتَ يَاذا الجلالِ والإكرام" قِيل للأَوْزاعي وهُوَ أَحَد رُواةِ الحديث: كيفَ الاستِغفَارُ؟ قال: تقول: أَسْتَغْفرُ اللَّه، أَسْتَغْفِرُ اللَّه.
والاستغفار إنما هو اعتذار إلى الله وطلب لعفوه مما أخطأ العبد في حقه ربه إذ خالف أمره وخرج عن طاعته، ومن أراد أن يعود إلى الله تعالى فكيف يرجع إليه وهو لم يعتذر من معصيته ويستغفر، لذلك وجب على العبد أن يرجع إلى ربه بالاستغفار مرة بعد مرة، ويوماً بعد يوم، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها"، فعلى كل مسلم أن يجعل لنفسه توبة واستغفاراً في كل صباح وكل مساء، فليس فينا من لا يذنب، سواء انتبهنا إلى ذنوبنا أم لم ننتبه.
وقد أمرنا الله تعالى بالاستغفار والتسبيح في أول النهار وآخره: فقال: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) "غافر: 55".
وقد حثنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن نقول في كل يوم مائة مرة: "أستغفر الله وأتوب إليه"، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة".
وإذا أراد الإنسان أن يزكي نفسه، فأول ما ينبغي أن يطهر نفسه منه بعد إيمانه وتوجهه إلى الله؛ أن يتوب من ذنوبه التي قدمها وعصى به، معلناً رجوعه إلى الله وإلى أحكامه.
وقد بين الله تعالى أن من صفة المؤمنين والمتقين أنه يستغفرون في آخر الليل، قال تعالى: (والمستغفرين بالأسحار) "آل عمران: 17"، وقال: (وبالأسحار هم يستغفرون) "الذاريات: 18"، يدعونا الله تعالى إلى الاستغفار في آخر الليل، في خلوة مع الله نعلن توبتنا وتضرعنا إلى الله وافتقارنا.
وعلى العبد كلما أذنب أن يسارع إلى الاستغفار، قال سبحانه (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ، وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ، وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) "آل عمران: 135".
ومن أذنب فإنه يستحق العقوبة من الله، إن لم يعف الله عنه، وقد يؤخر الله العقوبة لعبده إلى الآخرة، وقد يعجلها له في الدنيا رحمة به وتطهيراً له(1)، لكن من سارع إلى الاستغفار رفع الله عنه العقوبة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ، وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) "الأنفال: 33"، فكما أنت وجود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمان لأصحابه من العذاب(2)؛ فإن الاستغفار أيضاً أمان للإنسان من العذاب والعقوبة، كما دلت الآية، فما أعظم كرامة الاستغفار.
والله تعالى يفرح بعبده التائب الراجع إليه، أكثر من فرح إنسان ضاعت ناقته في صحراء فلاة وعليها طعامه، فجلس ينتظر الموت وقد يئس من رجوعها، فلما استيقظ من نومه، فإذا بها فوق رأسه، فالله أشد فرحاً بتوبتنا من فرح هذا بناقته وطعامه.
والله تعالى بين لنا من فضيلة الاستغفار أنه سبب في زيادة الهمة والقوة فقال سبحانه ذاكراً قول هود عليه الصلاة والسلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) "هود: 52"، وزيادة القوة تشمل القوة المعنوية والهمة، فإذا كان عند المسلم ضعف وتكاسل عن بعض الطاعات؛ فعليه بالاستغفار يعطيه الله به همة وقوة على الطاعة، وإذا كان عنده ذنب ولا يستطيع تركه؛ فليستغفر، ليعطيه الله القوة والهمة على تركه.
ومن آثار الاستغفار سعة الرزق، قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهاراً)، فمن تاب وسع الله عليه ورحمه، لكن لا ينبغي للعبد أن يجعل هدفه من الاستغفار الدنيا، وإلا لم يكن مخلصاً، يريد عرض الدنيا، وإنما يجعل هدفه التوبة فيوسع الله عليه.
وما سبق من الآيات يشهد للحديث الذي روي ـ وضعفه بعض العلماء ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب".
وقد سن لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الاستغفار بعد كل صلاة فريضة، فقد كان "إذا انْصَرَف مِنْ صلاتِهِ اسْتَغفَر ثَلاثاً، وقال: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ، ومِنكَ السَّلامُ ، تباركْتَ يَاذا الجلالِ والإكرام" قِيل للأَوْزاعي وهُوَ أَحَد رُواةِ الحديث: كيفَ الاستِغفَارُ؟ قال: تقول: أَسْتَغْفرُ اللَّه، أَسْتَغْفِرُ اللَّه.
إعداد محمد زاهد جول